في حاضرنا أصبحت شبكة الإنترنت في كل بيت، مختلف الفئات العمرية يستخدمها، وسيطرت شبكة الإنترنت على مجالات وجوانب واسعة من حياتنا، وساهمت بالتأثير على مستوى الأفكار والقيم والمبادئ، لكن أكثر ما يهمنا هو مدى تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على أطفالنا ومدى خطورة استخدامهم شبكة الإنترنت في ظل غياب مراقبة الأسرة لهم، قد تمتد الخطورة على قدراتهم العقلية، الذهنية، والنفسية، وقد يعرضهم لمخاطر الابتزاز الإلكتروني وغيرها. فمن الضروري نشر التوعية، وتفعيل دور الأسرة في المراقبة الفعالة والإيجابية لاستخدام أطفالهم شبكة الإنترنت بهدف حمايتهم من سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي.


بداية من تحديد وقت وفترة معينة لاستخدام الإنترنت، لكون الجلوس أمام أجهزة الحاسوب والهاتف المحمول لفترات طويلة يؤثر سلبًا على مستوى الصحة لقلة الحركة، التأثير على العينين، المستوى العلمي والعقلي للطفل لما للأجهزة الإلكترونية تأثير سلبي على القدرة الذهنية في ظل الاستخدام الخاطئ.

ولا يقتصر تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة والمستوى العلمي فقط، كذلك على إدراك الطفل المعرفي وكمية الأفكار التي يتصفحها دون وعي منه، بكونها صحيحة أو لا، وتأثيرها على سلوكيات الطفل. ومع غياب مراقبة الأسرة لاستخدام أطفالهم لمواقع التواصل الاجتماعي قد يعرض الأطفال إلى الخداع، الاحتيال، الاستغلال العاطفي أو ابتزازهم بطرق غير قانونية أو محرمة من قبل أشخاص غير أخلاقيين. وهناك مخاطر اجتماعية لاستخدام الأطفال مواقع التواصل والإنترنت بشكل كبير، فقد تنتج ضعف شخصية الطفل وانعزاله وتأثره بالحياة الوهمية والمثالية للعالم الافتراضي التي قد لا تتوافق مع حياة الواقع.

لكن مع ذلك هناك فائدة ودور للإنترنت في تحقيق النمو الإيجابي لشخصية أطفالنا، ولا يتم ذلك إلا بالمراقبة الإيجابية والتحكم بالأفكار والسلوكيات التي يتعامل بها أطفالنا على مواقع التواصل الاجتماعي.


ومن أجل الاستفادة من شبكة الإنترنت وتحقيق أثر إيجابي لشخصية أطفالنا ينصح برفع مستوى الوعي لدى الأطفال حول مدى تحكمهم بمعلوماتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي وحمايتها وعدم مشاركتها، مراقبة استخدام الأطفال للإنترنت وتوجيهم للمواقع المفيدة، والمحتوى اللائق، وهناك بعض الأدوات التي سوف تساعدك لمراقبة نشاط أبنائك والتحكم به، كتطبيق "Parental Control" على أجهزة الأندرويد والايفون، وأداة "Family Link" من جوجل للمراقبة الأبوية، واحرص على الاستماع لتجارب أطفالكم على الإنترنت وتوعيتهم من المخاطر والسلبيات، وكيفية التعامل مع مواقف الابتزاز التي قد يتعرضوا لها، وينصح كذلك بتنزيل وتثبيت البرمجيات الخاصة لمكافحة البرمجيات الخبيثة والفيروسات على أجهزتكم.

ختامًا شجع أبنائك للاستخدام الآمن للإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، مع توفير الحماية والمراقبة الإيجابية لهم والحرص على مستوى الأفكار والمحتوى التي يتم تداولها أثناء استخدامه لشبكة الإنترنت وتوسيع مداركه للكيفية الصحيحة للاستخدام وتحقيق الفائدة من شبكة الإنترنت.


احصل على المساعدة الأن!